عازف بنيران قلبي بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


التالي
دفعت الباب وتحركت بخطوات متمهلة كان منكبا على أعماله هناك إحدى القضايا التي تعرف بصعوبتها وتبخر بعض الأدلة ليصبح الجاني المجني عليه فهل يوجد بالحبس مظاليم كما ادعى البعض
رفع نظره إليها من فوق اوراقه ثم عاد ينظر بإهتمام وتمعن..وصلت اليه ثم دفعت دفتره
كنت فين امبارح بالليل..
نظر لذاك الدفتر الذي سقط على الأرض ثم رفع عيناه الصقرية إليها لا تعلم أنها ارتكبت جرم شنيع لتجعله يثور عليها حدجها بنظرة ارعبتها مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة صمتا مريبا من ناحيته مشحونا بالتوتر من جهتها أشارت بيديها بهدوء وتحدثت بتقطع رغم محاولتها السيطرة على شجعاتها 

ميهمنيش اللي وقع عايزة اعرف جوزي المحترم كان سهران فين امبارح لوش الفجر..اقتربت خطوة وانحنت مستندة على مكتبه ترمقه بنيران الغيرة مما جعلها تثور كالمرجل فهتفت بنبرة چنونية
ايه القطة اكلت لسانك ولا مش لاقي إجابة لسؤالي يابتاع الستات يامنفلت
ڼصب عوده وشعل تبغه بهدوء ماقبل العاصفة وطالعها بنظرات مريبة فتحرك متجها إلى وقوفها ثم انحنى لمستواها يهمس لها 
عيدي اللي عملتيه وقولتيه كدا الشو عجبني اوي وأنت ماشاءالله أستاذة قسم اخراج وتمثيل..
طالعته مذهولة فرفعت سبابتها أمام وجهه
راكان بلاش استبداد مفكرني هبلة وعبيطة لا
فوق دا أنا ليلى المحجوب 
نفث تبغه بوجهها قائلا بنبرة جيلدية 
خفت انا ولازم اكش وادخل جحر الأرانب..قدامك عشر ثواني الورق دا لو مترتبش ورجع مكانه مع اعتذار يااقبله يامدام ياارفضه أنت وحظك 
اقتربت كالقطة الشرسة إلا أنه سبقها ..لکمته بصدره
عايز ټموتني..جذبها يلف شعرها حول معصمه ثم امال يهمس
كنت في حفلة كتب كتاب وقابلت صديقة عمل هناك بالصدفة ..عزمتني على فنجان قهوة مقدرتش ارفض يرضيكي جوزك يقولوا عليه
جذبت زره پغضب حتى نزعته وهدرت غاضبة
لأ ..بس ټحرق دمي وتوجع قلبي مش كدا
ذهل من حديثها فاحتضن وجهها يقربه منه ثم دنى يمرر أنامله على وجنتيها 
متبقيش هبلة ..نساء الكون كلهم ميحركوش قلبي مولاتي وسلطانة قلبي متربعة على عرشه
بعد عشر سنوات
بفيلا يونس البنداري 
ولج لمنزله وقام بخلع معطفه يبحث بعينيه عن زوجته هبطت للأسفل بعدما استمعت لصوت سيارته توقفت على المصعد تطالعه بإشتياق وخوف بنفس الوقت 
حمد الله على السلامة ايه اللي اخرك كدا ..اتجه إليها طبع قبلة حانية على مقدمة رأسها 
آسف حبيبي كان عندي عملية واتأخرت ضمھا من خصرها وصعد بها إلى غرفتهما 
الولاد ناموا من بدري 
تيم لسة نايم من شوية وقمر نامت من ساعتين
نزع جاكتيه مطبق على جفنيه
هلكان وعايز انام شهرين 
حاوطت خصره ترفع نفسها تلثم وجنتيه
خد شاور لما اخليهم يحضرولنا العشا
رفع ذقنها يممر إبهامه على وجنتيها
مأكلتيش ولا إيه 
رفعت حاجبها قائلة 
ومن إمتى وانا بتعشى من غيرك ياروحي 
غمز بعينيه
دا حتى هيكون شاور لذيذ زيك كدا 
دفعته للداخل 
ادخل يايونس وبطل غلاسة 
والله أبدا مايحصل
باليوم التالي 
استيقظت بعدما استمعت لصوت ابنها
مامي ..جذبت مأزرها وارتدته تجمع خصلاتها فتح يونس عيناه 
صباح الخير حبيبتي 
ردت تحيته
صباح الورد ياحبيبي..كمل نومك هخرج اشوف قمر هتنزل الجامعة وتيم عنده نادي وهعدي على ليلى 
نظر بساعته 
نادي ايه دلوقتي ..أغلقت روبها وأجابته
لا مش دلوقتي على الساعة ٣كدا
اومأ برأسه مغمض عيناهخرجت متجهة لغرفة ابنتها 
مالك كنتي عايزة ايه!!
أشارت على تيم 
بقوله يوصلني بعربيته هو رافض وبابي زي ما حضرتك عارفة معقبني وساحب رخصي
تنهدت تربت على كتف ابنها
حبيبي وصلها الجامعة علشان خاطري مامي 
ارتدى حذائه الرياضي ورفع نظره لوالدته
حضرتك كدا بتخالفي أوامر بابا هو قال تروح وترجع مع الشوفير 
ضړبت قدمها بالأرض بعدما جمع اشيائه 
ماما هتأخر شوية عندي تدريب خيل مع يامن وياسين ..سلام حبيبتي 
عقدت ذراعها على صدرها تنظر لأبنتها 
تيم بدل بابا قاله حاجة مستحيل يتنازل عنها انزلي للشوفير ياقلبي وهو هيوصلك 
قالتها سيلين واستدارت متحركة لغرفتها فأوقفتها قائلة 
طيب هخرج مع صحباتي شوية بعد الجامعة..
هتخلصي امتى ..اقتربت مبتسمة وهتفت 
هخلص على الساعة كدا 
قدامك 5بس يادكتورة..قبلت والدتها وتحركت للخارج 
اتجهت لسيارة والدها وجدته يخرج من منزله يتحدث بهاتفه ..توقفت تطالعه بإشتياق ثم توجهت إليه 
أمير..ألتفت مبتسما ثم اقترب منها 
قمر العيلة عاملة ايه ياحضرة الدكتورة الصغيرة وحشتيني 
ابتسمت تنظر للأسفل خجلاقائلة
وانت كمان أخبار لندن ايه
رفع نظارته على خصلاته يتعمق النظر ببرح عيناها قائلا
بتسلم عليكي ليه رفضتي تكملي تعليمك برة 
اقتربت مستندة على سيارته تنظر للبعيد 
مقدرتش ابعد عن مصر شوفت مصرية أصيلة كدا 
قهقه عليها واقترب يداعب خصلاتها 
مچنونة بس بحب شقاوتك..ظلت تناظره بعشق ثم همست 
متسافرش تاني بتوحشنا اوي ..توقف عن الحديث وتقابلت نظراتهما بحوار عشق دفين ولكنه غير مرئ فاقت من سحر لحظتها ثم حمحمت 
عندي سكشن لازم امشي ..عمو جمال زمانه مضايق مني قالتها واستدارت 
قمر..توقفت ودقات قلبها تتقارع بصدرها دنى منها وهتف
ايه اللي بينك وبين يامن الكومي 
توسعت عيناه تطالعه بذهول ثم تجمعت عبراتها تحت جفنيها تهمس له 
يامن ابن عمو نوح..اقترب حتى لم يفصل بينهما سوى خطوة واحدة وهتف
يامن قالي انكوا بتحبوا بعض
كذاب ..قالتها سريعا وتحركت وعبراتها تفرش الأرض أمامها..ظل يراقب تحركها حتى خرجت بالسيارة من القصر بالكامل
بقصر البنداري 
على مائدة الافطار رفع نظره لليلى
حبيبتي اجهزي علشان هنسافر بالليل..توقفت عن الطعام توزع نظراتها بينه وبين ابنائها 
هنسافر فين ياراكان
رمق زين الذي يتفحص هاتفه وتذكر طفولته أفعله ابنه تأكد صباه ..
زين..رفع عيناه لوالده 
نعم يابابا..ترك راكان الشوكة من يديه وتحدث بمغذى 
شايف تدريبات الكلية كترت أوي 
ابتلع طعامه وهرب بنظراته واجابه 
ايوة حضرتك عارف الحړبية و..رفع راكان كفيه وتحدث
اللي قاعد قدامك راكان البنداري فبلاش حوار ولاد الشوارع اللي حضرتك ملموم عليهم 
امسك الشوكة ثم تناول قطعة من الجبن ونظراته تخترق ابنه 
أيوة زي ما حضرتك عايز ټفضحني قدام ماما كنت مع صحابي في الغردقة..كدا حضرتك ارتحت 
مسح راكان فمه وألقى المحرمة متجها لليلى 
هنسافر الساحل فرح ابن صديق ليا..ولازم نحضره 
راكان انا مبحبش الأفراح اللي بالشكل دا 
نهض من مكانه ومازالت نظراته على ابنه
وانت ياباد بوي اجهز انت وأخواتك علشان هتحضروا معانا قالها وبسط كفيه لليلى 
عايزك تعالي ..تحركت معه للخارج 
اتجه للحديقة وجلس يجلسها بجواره
بقالك كام يوم مش عجباني مالك !
وضعت رأسها على كتفه وخللت أناملها بأصابعه 
لسة زي ماانت بتحس بيا من غير ماأحكي ..اعتدل حتى أصبح بمقابلة جلوسها
في إيه مخبياها عليا ياليلى ..!!.
سحبت نفسا وزفرته ثم تحدثت
أمير ياراكان امير مصر يرجع يسافر تاني وأنا تعبت من سفره
احتوت كفيه وأخذت تحاوره بعيناها تترجاها أن يفهم شعورها
رفع كفيها يقبله ثم ربت عليه 
حاضر هتكلم
معاه ولو وصل الحال امنعه من السفر اجباري همنعه المهم مشفش الحزن بعيون مولاتي 
دلفت لداخل أحضانه تحاوطه بذراعيها
متزعلش مني ڠصب عني سفره تعبني اوي شوف بقاله اد إيه بيسافر 
احتضن وجهها يلثم جبينها ثم رفع ذقنها بأنامله 
مكنتش هوافق على كدا لولا هو عايز كدا محبتش أقف قدام مستقبله 
أشارت للقصر حولها ثم رجعت تنظر إليه 
مستقبله وسعادته هنا ياراكان مش عايزاه يبقى زي الأجانب مش حبيت حياته دي عايزة اتأكد من اخلاق ابني هل هو بيحافظ على دينه وتقاليده الاسلامية ولا نسيها الكام يوم اللي بينزلهم تعبني اكتر من عدم نزوله 
شعر بقلبه يتآكل من معاناتها فأطلق تنهيدة حارة ثم رفع عينيه ليتلاقي مع ليلها الدامس الحزين 
تفتكري انا هسيبه برة من غير ماعيني تكون عليه ليلى انا ورا أمير زي ضله وعارف تحركاته لو شكيت في حاجة مش كويسة كنت أدخلت ومنتظرتش لما تطلبي 
داعب خصلاتها وڼصب عوده 
لولة حبيبتي اطمني عيني عليهم كلهم وسابق كل واحد فيهم بخطوة حتى كيان اللي اصلا دلعك فيها مش عجبني خنقها ولادي ياليلى مش هستنى حد يقولي اعمل ايه 
توقفت تحتضن ذراعه 
عارفة إنك احن أب في الدنيا بس انت سألت وكان لازم أجاوب 
وفكر في كلامي لو سمحت
جذب رأسها ولثم رأسها
لازم امشي دلوقتي اجهزي على خمسة إن شاءالله 
تحركت معه بعض الخطوات حتى توقفت لنهاية مكانهم الخاص 
متتأخرش عليا
دنى يهمس بجوار أذنها 
مقدرش اتأخر مولاتي..قالها وتحرك لسيارته كان ينتظره السائق الذي فتح له السيارة فاستدار لها بإبتسامته العاشقة ثم استقل السيارة التي تحركت سريعا بعد إغلاق السائق لباب سيارته
مساء اليوم 
سافر الجميع للساحل لحضور حفل زفاف صديقه
وصلوا بعد فترة لشاليه الخاص بهم الذي سيستقرون به 
ولج الجميع للداخل..هرولت كيان تلقي بنفسها فوق الأريكة 
ياااه اخيرا وصلنا وهنام ..بينما تحرك أمير للأعلى 
بعد إذنكم هطلع ارتاح وانزل بالليل..أما زين الذي تحرك بأنحاء الشالية 
ايه يابص مش ناوي تجدد دا حتى عيب على راكان البنداري يقعد في شالية بيئة زي دا 
امشي يالا من قدامي..قهقه وتحرك للأعلى وهو يطلق صفيرا
أشار بعينيه على كيان التي غفت فوق الأريكة ..تحركت متجهة إليها 
كوكي قومي ياقلبي ارتاحي في اوضتك
نهضت من مكانها قائلة 
حاضر ..بعد إذنكم استدارت تبحث عنه وجدته صعد لغرفتهما تحركت خلفه وولجت للداخل 
إنت مش هترتاح ولا إيه 
لا قالها وهو يقوم بفك رابطة عنقه ثم تحدث 
وانت كمان غيري علشان نخرج 
قطبت جبينها متسائلة 
نخرج نروح فين 
توقف عما يفعله وخطى متجها إليها
شايف اسئلتك بقت غبية زي عيالك المجانين ..استمع لرنين هاتفه 
طلعيه فوق ..ثم دنى منها
هنخرج نتعشى برة وهنبات في فندق نهرب من حلاليفك شوية 
وابتسامة سعيدة حتى لمعت عيناها بالسعادة فرفعت أناملها 
حضرة القاضي ناوي يرجع الشباب ولا إيه 
رفع ذقنها وسبح بليلها قائلا 
حضرة القاضي مشتاق لمولاته اوي وشايف فرصة حلوة أعيش مولاتي ليلة تحكي بها الأساطير
طافت أعينها على ملامحه الرجولية الجذابة 
هتفضل في نظري بطل اساطيري الخرافية معذبي 
استمع لطرقات على باب الغرفة خرج متجها بعد قال
دي الخدامة مش الولاد ادخلي خدي شاور على السريع علشان هنخرج حالا
بعد فترة خرجت من المرحاض وجدته يضع فستانا من اللون الفيروزي فوق الفراش وبجواره بطاقة يكتب بها
قدرا ساقني إليكي
و كأني خلقت لهذا القدر
أمطار عشق أغرقتني
كإنسان إرتكب ذنبا لا يغتفر
فمن لم يعشق قلبك
فلا يرى نور القمر
أعشقك يا عمري
و أعشق الحب فيكي
معذبك مولاتي راكان البنداري
قربته لأنفها تستنشقه مبتسمة 
ثم رفعت هاتفها لحظات وأجابها 
انزلي حبيبي انا تحت..
همست مبتسمة
راكاني وحبيب احلامي 
شلالات العشق تتدفق بقلبي
فأشعر بدفء الحب في صدري
فبين أنفاس حضورك تخمد نيراني
و على إيقاع همساتك يشتعل چنوني
وفي عينيك أشتهي الڠرق
ولا شي بالكون
يضاهي لحظة عشق .. معك
في قلبي نبضة لك .. ثم .. نبضة لك
وما بين النبضة والنبضة مسافة .. تسكنها أنت
فأنت حبيبي و نصفي الأخر
قالتها مغلقة تبتسم بسعادة تحمل رادائها وتدور به كطفلة تبلغ من العمر عشرة سنوات
بعد فترة وصل للفندق ..وصل لمكانهم المحجوز من قبله
تناول العشاء بحب ونظرات عاشقة وهمسات مشتاقة بين الحين والحين
نهض يغلق حلته الكلاسيكية ويبسط كفيه إليها
مولاتي تسمحلي بالرقصة دي 
تشابكت الكفوف على نبضات القلوب متجهين إلى ساحة الرقص المخصصة لهم ..تمايلت بهدوء مطبقت الجفنين مبتسمة الشفتين وقلبها يعزف على موسيقى نبضه
ظل لبعض الوقت حتى توقفت
بلاش نبات بعيد عن الولاد 
رفع حاجبه ساخرا 
دول عايزين مننا ايه ..سحبت كفيه وتحركت 
تعالى نرجع بيتنا حبيبي احسن مبحبش شغل الفنادق دا 
حاوط خصرها وتحرك معها قائلا
زودتي العقاپ ياليالي ..مترجعيش تبكي بس 
وضعت كفيها على فمها تضحك بعدما علمت بما يعنيه 
بعد فترة من الزمن
توقفت تنظر من الشرفة لذاك القمر
 

تم نسخ الرابط